الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية "الباكالوريا والشفافية"... بقلم الأستاذة سنية البريني

نشر في  09 جوان 2022  (17:27)

صحيح أن الشفافية مبدأ هام لنموّ المجتمعات وتطوّرها.. بل هي من أهمّ مؤشرات تقدم البلدان... لكن ونحن نعمل جاهدين على تحقيق هذا الهدف بطرق إلزامية لا يجب -برأيي- أن نفاجأ بنتائج عكسية، لأن القاعدة تقول إنّه كلّما قاومنا أمرا ما إلاّ وازداد انتشارا وتفاقما..

ثم أين هي الشفافية التي نتحدث عنها ونسعى إلى إرسائها في مناظرة البكالوريا من بقية القطاعات؟ هل إننا نجد على سبيل الذكر لا الحصر الإنسان المناسب اليوم في المكان المناسب؟ عوض سعينا إلى مقاومة الغش في الامتحانات كان حريّا بنا أن نؤمّن ظروفا طيّبة للمتعلّمين ونمنحهم ثقتنا.. أن نبيّن لهم أنّ الغشّ يفسد فرحة النجاح وأن طريقه قصير مهما طال.. برأيي الشفافية لا يجب أن تكون بطرق إلزامية ذلك أن كل ممنوع مرغوب.. بل قد يتحوّل اختراق القانون إلى متعة وإلى نوع من التحدي والمغامرة لدى شبابنا... لتحقيق هامش من الشهرة، هذه التي صارت غاية الغايات لدى الأغلبية..

إن الشفافية ينبغي أن تكون عقلية.. أن نربي أبناءنا عليها منذ الطفولة.. أن نعلم التلميذ وهو في المدرسة كيف يثق بقدراته الذاتية ويفتخر بمنتوجه الشخصيّ.. ألاّ ننتج جيلا يخاف من أن يكون مختلفا... الشفافية تعني أن نؤمن بقدرة أبنائنا على الإبداع.. أن نعلمهم التعويل على أنفسهم منذ سنوات التعليم الأولى... لا أن ننجز المهام بدلا عنهم.. لا أن ننمّي فيهم التواكل والاعتماديّة...

الشفافيّة هي قدرتنا على احتواء أبنائنا نفسيا وعاطفيا.. كي يشعروا بأنهم متميّزون .. وأنه عليهم أن يكونوا أنفسهم.. الشفافيّة لا يجب أن تكون جملة من القوانين بل هي طريقة تنشئة.. سيتواصل الغش.. ولن تنفع معه القوانين.. التلميذ ليس السبب بل هو في الغالب ضحية.. على الأرجح طريقتنا في التربية والتعليم هي التي تحتاج منا إلى إعادة نظر. 

بقلم الأستاذة: سنية بريني